العين صابتني والفن الرقمي أغواني: مدخل للفن الرقمي من خلال فنان رقمي

إسلام علّام

صورة لبرواز معلق على حائط المكان الذي يعمل فيه إسلام علام، والبرواز يحتوي على صورة للواجهة الافتتاحية لبرنامج فوتوشوب النسخة 6.0 وهي صورة رقمية تحتوى على عين.
برواز لصورة الواجهة الافتتاحية لبرنامج فوتوشوب 6.0، ديسمبر 2020، تصوير: إسلام علام  

“الجهل وطن والوعي منفى،” هذا جزء من مقولة/شذرة لإميل سيوران معروفة للكثيرين، فبعيدًا عن مفهوم هذه المقولة العام فهي أول ما تبادر إلى ذهني وأنا أفكر في كيفية كتابة هذه المقالة وأبحث عن مدخل لحديثي عن مجال الفن الرقمي كشخص ممتهن هذا المجال لأكثر من 10 أعوام –بشكل احترافي– فهذه المقولة خطت طريقي للكتابة بأن أبدأ بجهلي في ممارسة هذا المجال وأن جهلي كان هو وطني الذي ترعرع ونشأ فيه حبي وشغفي لهذا النوع من الفن كصانع وحبي لمختلف أنواع الفن البصري كمتلقي. فمن المؤكد أن بداية ممارستي كانت في عام 2006 وأنا في الرابعة عشر من عمري عندما بدأت استخدام برنامج فوتوشوب (“Photoshop”) –في نسخته 6.0 الصادرة في سبتمبر 2000– وأنا لم أكن أعي معاني مصطلحات مثل الفن الرقمي والتصميم الجرافيكي والدمج والكتلة والفراغ والألوان وغيرها من مفاهيم هذا المجال، بل في الأساس لم أعي أن ما أنتجه من خلال هذا البرنامج من صور يندرج تحت مسمى محتوى بصري رقمي –بعيدًا بالطبع عن التقييم الفني والتقني للمادة المُنتَجة في ذلك الوقت– ففي ظني أن جهلي في البداية في هذا المجال والتعاطي مع برنامج فوتوشوب بمنطق اللعب والتجريب كما لو أنه لعبة كمبيوتر جديدة –شغوف بتجربتها وفهمها– كان هو السبب في أني أحببت هذا المجال ووجدت طريقي فيه وبسبب هذا الحب اكتشفت شغفي وموهبتي في مجال إنتاج الفن البصري الذي جعلني أقول لنفسي: هذا هو المجال الذي أحب أن أنتمي إليه.

Continue reading “العين صابتني والفن الرقمي أغواني: مدخل للفن الرقمي من خلال فنان رقمي”

الأرشفة التحرّرية في الأفضية المُتاحة

يمان طعمة

الأرشفة بمعناها التجريدي هي فعل الحفاظ على القديم من خلال أماكن تتيح للجديد أن ينظر إليها. هي النظر إلى الوراء لمعرفة ماذا حدث، لاتضاح الرؤية والبناء عليها والتعامل مع الحاضر. هي توثيق كل ما هو موجود بعيداً عن مفاهيم الجمال والقبح وموازين القوى. هي عملٌ تحرّريٌ في أصله لإتاحته تأصيل وجود المستضعفين الذين لم يُعط لهم الوجود المستحق في الذاكرة الجمعية. هي فعل التخلية والتزكية عبر رؤية الواقع كما هو بعنفه الوحشي وجماله المتأصل وحقيقته العارية. هي في أصلها الوضوح الكامل مع الوعي الجمعي دون مناورةٍ أو تخفيف. هي توثيق سرد الروايات من أصحابها دون تجزئة أو نقصان. هي محاولة رسم صورة كاملة عن الماضي لمعرفة الذات الجماعية ومحاسبتها والبناء عليها. هي الأساس المتين لإيجاد وعي متجذّر في الأصالة مع طموح لقيام مسارات أكثر تقدمية وعدالة.

لكن في الواقع، قد تأخذ الأرشفة شكل موازين القوى الموجودة، فقد شرح ذلك المؤرّخ هاورد زِن (Howard Zinn) في خطابه سنة 1970 مع مجتمع المؤرشفين الأمريكيين في اجتماعهم السنوي، فقال أنّ العناصر الأقوى والأغنى في المجتمع لها الفرص الأكبر لإيجاد وثائقها والحفاظ عليها وتقرير ما هو متاح للعامة. ثم أضاف البروفيسور في التاريخ راندل جمرسُن (Randall Jimerson) سنة 2007 أنّ المؤرشفين بإمكانهم استخدام قوّة الأرشيف في الترويج للمحاسبة والتعددية والعدالة الاجتماعية لأنهم يعملون على تشكيل السجلّات التاريخية، وهو عملٌ له وزنه الأخلاقي المهم.

Continue reading “الأرشفة التحرّرية في الأفضية المُتاحة”

هل المصدر المفتوح مفتوح بالفعل؟ – قصة مصورة

رسوم وكلمات مروة جادالله 

(اقرأ النسخة الإنجليزية من القصة المصورة هنا.)

المصدر المفتوح يتضمّن أي محتوى مجاني متاح على الإنترنت ويُمكن استخدام ونسخ محتواه بسهولة، ولذلك فهو أي مورد متاح للجميع.1 يُمثّل المصدر المفتوح تطوّر مهم في علم المعلومات ولكني أتسائل عن القيود المصاحبة للمصدر المفتوح في نطاقات معينة، مثل النطاق الذي أعيش فيه وهو العالم العربي. ما الذي يعنيه “متاح للجميع” بالفعل؟

العوامل التي تؤثّر على مدى فعاليّة المصدر المفتوح ليست مادية فقط ولكنّها أيضًا ثقافية، مثل اللغة المُستخدمة والتاريخ الذي يتم البحث فيه وأهمية الإلمام بالحاسوب أو جهاز الكمبيوتر أثناء التصفّح في أرشيف على الإنترنت. تحدّثت أنا ون.أ. منصور عن هذا الموضوع باللغة العربية والإنجليزية في مؤتمر على تويتر بعنوان “استشراقات رقمية” (Digital Orientalisms) الذي انعقد في عام 2020، وقد رأينا أن استخدام القصّة المصوّرة ستساعدنا على التفكير في هذا الموضوع بشكلٍ أعمق.

يوجد نص بديل لكل مشهد.

هناك امرأة ترتدي حجاب وتقف أمام مدينة كبيرة ذات مباني كبيرة وناطحات سحاب، وتُسمّى هذه المدينة "أرشيفات الإنترنت،" وهناك شركات أجنبية تمتلك بعض هذه المباني، مثل الأرشيفات الإلكترونية إيست فيو وجيل وهاثي ترست وبلومزبري.
Continue reading “هل المصدر المفتوح مفتوح بالفعل؟ – قصة مصورة”

أثر التغريب على تصميم الخطوط الطباعية العربية

مروة جادالله

خط “نيو هيلفيتيكا العربي” (Neue Helvetica Arabic)، نموذج نصي، من تصميم نادين شاهين

إذا أردتَ أن تصبح مصممًا للخطوط الطباعية العربية، هناك شيء غريب يجب أن تضعه في اعتبارك، ألا وهو تصميم الحروف اللاتينية وذلك لأن الكثير من العمل الخاص بتصميم الخطوط الطباعية العربية يتضمن إنشاء نسخ عربية لخطوط طباعية لاتينية صُمّمت من قبل، وتُعرف هذه العملية “بالمزاوجة التيبوغرافية” وقد بدأ استخدام الخط العربي –خارج إطار اللغة العربية نفسها لخدمة مَن كانوا يدرسون الإسلام دراسة أكاديمية أو جدلية– بعد قرابة قرن من ظهور الخط الطباعي اللاتيني، ويرجع السبب في ذلك إلى أن يوهان غوتنبرغ، مخترع الكتابة المطبعية اللاتينية المتحركة، لم يأخذ الخط العربي بعين الاعتبار عندما طوّر الطباعة، وتتكون الحروف العربية من 28 حرفًا وهذه الحروف لها أربعة أشكال: منفصلة وأولية ووسطية ونهائية، فيتطلب ذلك إنشاء عدد كبير من حروف الطباعة، وتستغرق هذه العملية وقتًا طويلاً. أما في عصرنا هذا، فقد سمح لنا الكمبيوتر أن نتواصل باللغة العربية بشكل يسير دون التفكير بالأشكال الكثيرة للحروف المختلفة، ومع هذا، فإن “المزاوجة التيبوغرافية” تأتي من هذا الإرث الغوتنبرغي نفسه.

في “المزاوجة التيبوغرافية”، يدرس المصمم حروف الخط الطباعي اللاتيني الذي يريد أن يصمم منه نسخةً عربيةً، ثم يقوم بدمج خصائصه أثناء تصميم أشكال الحروف العربية مع الحفاظ على مظهرها المادي كحروف عربية. ومن الأمثلة على ذلك خط “نيو هيلفيتيكا العربي” (Helvetica Neue Arabic) الذي صُمِّمَ بناءً على الخط الطباعي اللاتيني “نيو هيلفيتيكا”، وتُمثِّل المزاوجة التيبوغرافية خطابًا ثقافيًّا وعمليًّا ينخرط فيه مصممو الخط الطباعي والرقمي العربي في أثناء عملهم مع الخطوط الطباعية العربية، ونتيجة لذلك فهناك القليل من الخطوط الطباعية العربية التي يستطيع ناطقي اللغة العربية الاعتماد عليها في استعمالاتهم اليومية.

Continue reading “أثر التغريب على تصميم الخطوط الطباعية العربية”