إسلام علّام
“الجهل وطن والوعي منفى،” هذا جزء من مقولة/شذرة لإميل سيوران معروفة للكثيرين، فبعيدًا عن مفهوم هذه المقولة العام فهي أول ما تبادر إلى ذهني وأنا أفكر في كيفية كتابة هذه المقالة وأبحث عن مدخل لحديثي عن مجال الفن الرقمي كشخص ممتهن هذا المجال لأكثر من 10 أعوام –بشكل احترافي– فهذه المقولة خطت طريقي للكتابة بأن أبدأ بجهلي في ممارسة هذا المجال وأن جهلي كان هو وطني الذي ترعرع ونشأ فيه حبي وشغفي لهذا النوع من الفن كصانع وحبي لمختلف أنواع الفن البصري كمتلقي. فمن المؤكد أن بداية ممارستي كانت في عام 2006 وأنا في الرابعة عشر من عمري عندما بدأت استخدام برنامج فوتوشوب (“Photoshop”) –في نسخته 6.0 الصادرة في سبتمبر 2000– وأنا لم أكن أعي معاني مصطلحات مثل الفن الرقمي والتصميم الجرافيكي والدمج والكتلة والفراغ والألوان وغيرها من مفاهيم هذا المجال، بل في الأساس لم أعي أن ما أنتجه من خلال هذا البرنامج من صور يندرج تحت مسمى محتوى بصري رقمي –بعيدًا بالطبع عن التقييم الفني والتقني للمادة المُنتَجة في ذلك الوقت– ففي ظني أن جهلي في البداية في هذا المجال والتعاطي مع برنامج فوتوشوب بمنطق اللعب والتجريب كما لو أنه لعبة كمبيوتر جديدة –شغوف بتجربتها وفهمها– كان هو السبب في أني أحببت هذا المجال ووجدت طريقي فيه وبسبب هذا الحب اكتشفت شغفي وموهبتي في مجال إنتاج الفن البصري الذي جعلني أقول لنفسي: هذا هو المجال الذي أحب أن أنتمي إليه.
Continue reading “العين صابتني والفن الرقمي أغواني: مدخل للفن الرقمي من خلال فنان رقمي”